أعلنت مازدا Mazda اليابانيةعن نيتها التحول إلى ما تصفه بـ”علامة فاخرة تقليدية Traditional Mainstream Premium Brand”، وهو توصيف يعكس محاولة تقديم منتجات أكثر تطورًا واهتمامًا بالتفاصيل، دون الدخول في منافسة مباشرة مع عمالقة الفخامة في تصنيع السيارات.

الفخامة على طريقة مازدا تعني القيمة مقابل ما تقدمه السيارة

وفقًا لتصريحات جون ليفريت  Jon Leverett، مدير تخطيط المشاريع الاستراتيجية والاندماج في مازدا، فإن مفهوم  Premium  لا يعني أن مازدا تسعى لتقديم سيارات فاخرة تقليدية. حيث أوضح أن الشركة لا تهدف إلى مغادرة فئة السيارات ذات الأسعار المتوسطة، بل إلى التوسّع في تقديم سيارات أكثر تطورًا وتجهيزًا، كما هو الحال في طرازات CX-70 وCX-90.

ليفريت صرّح قائلًا: “نحن لا نتخلى عن القطاع العام، بل نرغب في التوسع في فئة الطرازات المتقدمة. نستخدم مصطلح  Premium  لأننا نُقدّم شيئًا مختلفًا عن العلامات الفاخرة التقليدية. المسألة لا تتعلق بالسعر، بل بالقيمة. ما نُقدمه في السيارة يستحق سعره، ليس الأرخص، وليس الأغلى، لكنّه يقدّم محتوى حقيقيًا يُعادل قيمته وأكثر”.

CX-70  و CX-90  يعكسان فلسفة مازدا الجديدة

السيارتان CX-70 و CX-90  تمثلان بشكل مباشر ما تعنيه مازدا بتقديم سيارة “فاخرة للتيار العام” فعلى سبيل المثال، فإن طراز CX-70 Turbo S Premium Plus  المجهز بالكامل يمكن مقارنته من حيث الراحة والتقنيات بطرازات متوسطة الفئة من  BMW X5، على الرغم من أن الطراز الألماني ينتمي إلى فئة أغلى.

نتائج ملموسة ..ارتفاع مبيعات مازدا إلى أعلى مستوى في تاريخها

التحول نحو تقديم منتجات أكثر فخامة لم يكن مجرد خطة نظرية، بل انعكس على أرقام المبيعات بشكل مباشر. ففي عام 2024، باعت مازدا ما مجموعه 424 ألف و 382 سيارة، محققة بذلك نموًا بنسبة 16.8% مقارنة بعام 2023، وكان طراز CX-5 هو المحرك الرئيسي لهذا النجاح. أما عام 2025، فقد بدأ بقوة غير مسبوقة مع تسجيل 33 ألف سيارة مباعة في شهر يناير وحده، وهو أفضل شهر يناير في تاريخ الشركة.

مبيعات MX-5 مياتا تشهد تراجعًا

في المقابل، سجل طراز MX-5 مياتا MX-5 Miata انخفاضًا في المبيعات بنسبة 9.7% خلال عام 2024، حيث تم بيع 8 آلاف و 103  سيارة فقط على مدار العام.

ليفريت أكد أن مياتا ما زالت تحتفظ بمكانتها كأيقونة داخل أسطول مازدا، حيث قال: “ما زلنا نعتبر MX-5 هي السيارة الرمزية في مازدا. من المثير للاهتمام أن السيارة الرمزية لدينا ليست الأغلى كما هو الحال في معظم العلامات الأخرى. لكنها تُمثّل جوهر ما نقدمه من حيث طريقة التصنيع والتفاصيل وجودة القيادة. تجربة القيادة فريدة حقًا، وعدد المنافسين القادرين على تقديم ما تقدمه مياتا قليل للغاية”.

MX-5 ND  الحالية تُعاني من التقدّم في العمر

رغم تمسك مازدا بسيارة MX-5 ND كرمز لها، فإن الجيل الحالي أصبح يبلغ من العمر قرابة عشر سنوات، حيث أُطلق لأول مرة كموديل لعام 2015. وقد حصل على تحسينات في المحرك عام 2019، وتعديلات طفيفة في التصميم العام الماضي، لكن المنصة الأساسية بقيت كما هي.

الأنظار الآن تتجه إلى الجيل القادم، حيث لم تؤكد مازدا أي تفاصيل رسمية، إلا أنها لم تُخف نيتها في دمج تكنولوجيا هجينة وربما استخدام محرك دوار ضمن منظومة كهربائية، كما ألمحت في عدة مناسبات.

Mazda Iconic SP ..ملامح الجيل القادم من مياتا؟

النموذج الاختباري  Mazda Iconic SP، الذي تم عرضه في عام 2023، قد يكون أول إشارة رسمية لطموحات مازدا الرياضية المستقبلية. هذا النموذج أطول من مياتا الحالية بحوالي 254 مم، وأعرض بـ101 مم، ويزيد عنها في الوزن بـ385 كجم بسبب اعتماده على منظومة هجينة بمحرك دوار.

ومع ذلك، فقد صرّح المصمم ماساشي ناكاياما Masashi Nakayama أن السيارة يمكن تصغيرها بسهولة لتناسب أبعاد مياتا، كما أكدت مصادر من داخل مازدا اليابان أن التصميم كان هدفه التحوّل إلى نسخة إنتاجية حقيقية في المستقبل القريب.

مازدا لا تستبعد إطلاق سيارة رياضية جديدة فوق مياتا

من جهة أخرى، فإن الشركة لا تُخفي رغبتها في تقديم سيارة رياضية جديدة أعلى من مياتا. حيث قال ليفريت: “لطالما كان حلم مازدا أن تقدم سيارة رياضية إضافية إلى جانب MX-5. في الماضي، كانت لدينا سيارات رياضية متعددة في آن واحد، وهذا يُمثل جوهر علامتنا. الهدف النهائي أن تكون لدينا سيارة رياضية أعلى من MX-5، لكن التوقيت يعتمد على قدرتنا المادية”.

رؤية مستقبلية تُحافظ على الجذور الرياضية لمازدا

بغض النظر عمّا إذا كانت Iconic SP ستتحول إلى الجيل الجديد من Miata أو إلى طراز رياضي جديد فوقها، فإن مازدا لا تزال تؤمن بأن السيارات الرياضية، وتحديدًا الرودستر  Roadster، هي جزء أساسي من هويتها. الرئيس التنفيذي لمازدا ماساهيرو مورو Masahiro Moro  صرّح في عام 2024 قائلًا: “الرودستر هي الأيقونة التي تُجسّد علامة مازدا، والمحرك الدوار الكهربائي هو الأساس لرؤية مستقبلية لأيقونة جديدة”.