بعد 100 يوم رئاسة.. "مقياس روزفلت" لا يدعم ترامب

0 تعليق ارسل طباعة

يعد المقياس الكلاسيكي لإنجازات أول 100 يوم في تولي منصب الرئاسة بالولايات المتحدة هو فترة تولي فرانكلين روزفلت للمنصب، لكن تطبيق هذا المقياس على نفس المدة من حكم الرئيس دونالد ترامب ليس في صالح الأخير.

وشهدت المئة يوم الأولى من حكم روزفلت تشريعات واسعة النطاق، ووضعت قواعد مالية جديدة، ومشروعات ضخمة ساهمت في تعافي الاقتصاد الأميركي من الكساد العظيم، لكن الفترة نفسها من حكم دونالد ترامب لم تحقق شيئا مشابها.

وبحسب ما نشرت مجلة ذا أتليتك فقد وعد ترامب أن تكون أيامه المئة الأولى هي الأبرز في تاريخ أي رئاسة أميركية، "إلا أن المقارنة مع روزفلت، تجعل الأيام المئة الأولى من ولاية الرئيس الحالي تمثل فشلا ذريعا".

وأوضحت أن ترامب لم يمرر أي تشريع رئيسي، وتدخلاته الاقتصادية زادت من الغموض في تعاف اقتصادي، بل أدت إلى أزمة اقتصادية ناشئة.

ووفق المجلة فقد، حطم ترامب الأعراف الديمقراطية، وشل البيروقراطية الفيدرالية، وأعاد ترتيب تحالفات أميركا بعيدا عن أصدقائها التقليديين.

الموقف من الديمقراطيين

ولفتت إلى أن ترامب لم يحاول التعاون البناء مع الديمقراطيين بل إنه لا يمكن أن يدعم قانونا لمجرد أنه جيد طالما جاء من خصم سياسي، كما عمل على وضع أدوات الدولة في يد الموالين له، وهدد باستخدام قوته للتحقيق أو سحب التمويل لمعاقبة الإعلام أو مكاتب المحاماة، وتجاهل أوامر المحكمة، واستخدم سلطته في الهجرة لاختطاف أشخاص يشتبه في وجودهم بشكل غير قانوني.

وفرض ترامب فرض معايير مزدوجة في تطبيق القانون، بالعفو عن حلفائه وملاحقة خصومه، وباتت الدولة تسكت أصوات المعارضة.

إيلون ماسك

ووفق مجلة "ذا أتليتك" فإن أول قرار سياسي داخلي كبير لترامب كان منح الملياردير الأميركي إيلون ماسك سلطة شبه كاملة على الميزانية، رغم افتقاره للخبرة الحكومية واعتماده على نظريات المؤامرة.

تسبب ذلك في فوضى هائلة في البيروقراطية، مما دفع كثيرين من أفضل الكفاءات للاستقالة أو مغادرة البلاد، فيما استُهدفت الجامعات والطلاب الأجانب، وهي سياسات ساهمت في هروب العقوب وفقدان الثقة في النظام العلمي وتراجع قدرة أميركا على الابتكار.

الحرب التجارية

سياسات ترامب تجاه التجارة كانت الأسوأ، هو يحاول تطبيق ما يعرف بـ"نظرية المجنون"، مهددا العالم بحرب تجارية قد تقود إلى ركود عالمي، لكنه في الوقت نفسه يحاول طمأنة المستثمرين الأميركيين، وكانت النتيجة أن أميركا تدفع ثمن الحرب وحدها دون تحقيق مكاسب.

وأدى ذلك إلى ارتفاع التوقعات التضخمية، ما أجبر الاحتياطي الفيدرالي على التراجع عن خفض أسعار الفائدة، ورد ترامب كالعادة بإلقاء اللوم على رئيس الاحتياطي جيروم باول، وكأن المشكلة ستحل بإقالته.

وتوقعت المجلة أن تواجه الولايات المتحدة ركودا كاملا إذا لم يغير ترامب مساره لا سيما مع توقع نتائج كارثية مستقبلية لهذه السياسات.

ورأت أن الأيام المئة الأولى لترامب وضعت أميركا على مسار لا يمكن الاستمرار فيه، بين تصادم رغبته في الحكم مع ضعف قدرته على الإدارة، الأمر الذي خلق قوتين الأولى دولة استبدادية مسلحة في مقابل معارضة سياسية مشتعلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق