في وقت كانت فيه شركة تسلا Tesla قد أعلنت سابقًا عن تلقيها نحو مليون طلب حجز مسبق لشاحنتها الكهربائية المنتظرة سايبرتراك Cybertruck، يبدو أن الواقع الحالي يشير إلى صورة مختلفة تمامًا، إذ تواجه الشركة الأمريكية صعوبة متزايدة في تفسير مصير هذه الحجوزات، وسط مؤشرات واضحة على تباطؤ الطلب ووفرة غير متوقعة في المخزون.

وبحسب ملفات استدعاء حديثة، فإن عدد شاحنات سايبرتراك التي تم تسليمها فعليًا حتى الآن لا يتجاوز 50 ألف وحدة، مما دفع الشركة إلى اتخاذ خطوات تسويقية قوية في محاولة لتحفيز المبيعات. ومن أبرز هذه الخطوات، تقديم خصومات تصل إلى 10 آلاف  دولار على بعض الطرازات الموجودة في المخزون.

وتشير مصادر متخصصة، إلى أن غالبية الخصومات الفعلية تتراوح بين 8,000 و8,200 دولار، وتشمل في بعض الحالات طرازات  Foundation Series، وهي الإصدارات التي أعلنت تسلا أنها توقفت عن تصنيعها منذ أكتوبر الماضي، ما يعني أن الشركة لا تزال تمتلك كميات كبيرة من هذه النسخ الافتتاحية غير المباعة، رغم أنها كانت من المفترض أن تمثل انطلاقة قوية للطراز الجديد.

وبالنظر إلى الأسعار، فإن بعض هذه الشاحنات بعد الخصومات لا تزال تُعد أغلى من طرازات أخرى أحدث من فئة الدفع الرباعي All-Wheel Drive والتي تبدأ من 74 ألف و 735 دولارًا بعد الخصم. كما أن الطراز المرتقب من الفئة الأرخص، والذي يعمل بالدفع الخلفي Rear-Wheel Drive بمدى طويل، يُتوقع أن يُطرح بسعر يبلغ نحو 64 ألف دولار، ما يجعل العديد من سيارات عام 2024 غير مغرية للمستهلكين حتى بعد الخصومات.

ويبدو أن مشكلة تيسلا الحالية لا تقتصر فقط على الطلب، بل تمتد إلى ضعف واضح في الإنتاج، إذ كانت الشركة قد صرّحت سابقًا أنها تمتلك القدرة على تصنيع ما يصل إلى 120 ألف وحدة من سايبرتراك سنويًا، إلا أن معدل الإنتاج الفعلي لا يزال بعيدًا جدًا عن هذا الهدف. هذا التفاوت بين العرض والطلب دفع الشركة في وقت سابق إلى إطلاق حوافز إضافية مثل الشحن المجاني مدى الحياة عبر شبكة Supercharger.