تبحث إسرائيل خياراتها الاستراتيجية في مواجهة احتمال توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق نووي لا يتماشى مع مطالبها، على ضوء المفاوضات الجارية حاليا بين الجانبين.
وتتنوع الخيارات المطروحة أمام تل أبيب بين توجيه ضربة عسكرية منفردة للمنشآت النووية الإيرانية، أو الانخراط في حوار موسع مع واشنطن بهدف الحصول على ضمانات أمنية تمكنها من مواجهة أي تهديد إيراني محتمل.
مخاوف من "اتفاق لا يخدم المصالح"
ويزداد التخوف في إسرائيل من أن يؤدي التوصل لاتفاق نووي إلى تمكين إيران اقتصاديا، ما قد يتيح لها إعادة بناء قدراتها وتعزيز أذرعها العسكرية في المنطقة.
ويرى محللون إسرائيليون أن أي اتفاق لا يتضمن قيودا صارمة على البرنامج النووي الإيراني قد يفضي، مع مرور الوقت، إلى تمكين طهران من امتلاك سلاح نووي فور انتهاء فترة القيود، مما يشكل تهديدا مباشرا لأمن إسرائيل.
ويعتبر مراقبون في تل أبيب أن اتفاقا من هذا النوع سيعكس تراجعا في النفوذ الأميركي بالشرق الأوسط، ويفسح المجال أمام روسيا والصين لتعزيز حضورهما في المنطقة.
ضرب النووي أم تحالفات استراتيجية؟
وفي ظل الوضع الحالي، تبدو تل أبيب أمام خيارين رئيسيين، يتمثل الأول في تنفيذ ضربة عسكرية وقائية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو خيار لم تستبعده مصادر رسمية إسرائيلية، خاصة إذا اعتبر الاتفاق المرتقب تهديدا وجوديا.
أما الخيار الثاني، فهو التفاوض مع الإدارة الأميركية وفق محللين إسرائيليين للحصول على ضمانات أمنية واضحة، تشمل تزويد إسرائيل بقاذفات استراتيجية متطورة وتدريب طواقم إسرائيلية على استخدامها، بالإضافة إلى التفاهم حول إجراءات لضمان خلو مناطق مثل قطاع غزة وجنوب لبنان من السلاح بشكل دائم.
مستقبل غامض
وتبقى هذه السيناريوهات رهنا بمآلات المحادثات الجارية بين واشنطن وطهران، والتي استؤنفت مؤخرا وسط ترقب دولي واسع.
وفيما لم يستبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب استخدام الخيار العسكري، فإن موقفه النهائي يتوقف على مدى استجابة إيران لشروطه، وفي مقدمتها منعها بشكل قاطع من حيازة سلاح نووي.
أين وصلت المحادثات؟
السبت، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، اختتام الجولة الثانية من المحادثات النووية الإيرانية الأميركية، التي عقدت في روما.
وصف مسؤولون إيرانيون الجولة الأخيرة من المحادثات النووية بـ"الإيجابية والبناءة"، مما يعكس مؤشرات على تقدم حذر في هذا الملف المعقد.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: "أجرينا اليوم مفاوضات استغرقت 4 ساعات. وكما في الجلسة السابقة، كانت هذه الجولة أيضا خطوة إلى الأمام".
وأضاف عراقجي في تصريح لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية: "تمكنا من التوصل إلى تفاهم أفضل بشأن عدد من المبادئ والأهداف. وقد تقرر استمرار المفاوضات والانتقال إلى المراحل التالية وبدء الجلسات الفنية".
وتابع: "اعتبارا من يوم الأربعاء من هذا الأسبوع، ستعقد المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء في سلطنة عمان. ويوم السبت القادم سنلتقي مجددا في عمان لبحث نتائج عمل الخبراء".
0 تعليق