رغم الظهور الدعائي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ممسكًا ببرغر من ماكدونالدز ومبشرًا بـ"صحة جديدة لأمريكا"، تمرّ سلسلة الوجبات السريعة الأشهر بأسوأ تراجع لمبيعاتها في السوق الأمريكية منذ تفشي جائحة كوفيد-19.
وأعلنت شركة ماكدونالدز عن انخفاض مبيعاتها داخل الولايات المتحدة بنسبة 3.6% خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهو أكبر تراجع فصلي منذ عام 2020، وسط مؤشرات على انخفاض عدد الزبائن، وتراجع ثقة المستهلك في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي.
سياسات ترامب التجارية تحت المجهر
بحسب صحيفة لا تريبون الفرنسية، فإن السياسات التجارية المتقلبة التي انتهجها ترامب، خاصة ما يتعلق بالرسوم الجمركية، لعبت دورًا في تراجع ثقة المستهلكين، وهو ما انعكس على أداء الشركة داخل السوق الأمريكية.
في نوفمبر الماضي، ظهر ترامب إلى جانب وزير الصحة السابق روبرت كينيدي جونيور، ورجل الأعمال إيلون ماسك، وهو يحمل وجبة من ماكدونالدز مبتسمًا أمام الكاميرات. لكن هذه الابتسامة لم تُترجم إلى أرقام إيجابية في تقارير الأرباح.
أرباح دون التوقعات
سجلت الشركة إيرادات بلغت 5.96 مليارات دولار خلال الربع الأول، بانخفاض نسبته 1% بعد التعديلات، وهو رقم أقل من توقعات المحللين التي أشارت إلى 6.10 مليارات دولار. كما تراجع صافي الأرباح بنسبة 2% ليصل إلى 1.92 مليار دولار.
وبلغ ربح السهم الواحد بعد استبعاد البنود الاستثنائية 2.67 دولار، وهو ما يتماشى تقريبًا مع تقديرات السوق، لكنه لا يعكس تعافيًا حقيقيًا في ظل التباطؤ في عدد الزبائن المحليين.
أزمة ثقة في السوق المحلية
قال الرئيس التنفيذي للشركة كريس كيمبزينسكي إن "المستهلكين يواجهون اليوم بيئة اقتصادية غير مستقرة"، مؤكدًا في الوقت نفسه ثقته بقدرة ماكدونالدز على التأقلم واكتساب حصة سوقية في الظروف القاسية.
ولجأت الشركة منذ صيف 2024 إلى عروض ترويجية بأسعار منخفضة لجذب العملاء، من بينها قائمة وجبات بقيمة 5 دولارات، إلا أن هذه المبادرات لم تكن كافية لعكس مسار الانخفاض في الطلب المحلي.
أداء متفاوت في الأسواق العالمية
في المقابل، سجّلت ماكدونالدز أداءً أفضل في الأسواق الدولية المُرخّصة، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 3.5%، مدعومة بمبيعات قوية في كل من الشرق الأوسط واليابان، رغم التراجع المسجل في السوق البريطانية.
إعادة هيكلة وتراجع في الأسهم
تحملت الشركة تكلفة إعادة هيكلة بلغت 66 مليون دولار خلال الربع الأول، وهو ما أثر أيضًا على نتائجها النهائية. وانعكس هذا التراجع على أسهم الشركة، التي هبطت بنسبة 1.09% في تداولات ما قبل افتتاح بورصة نيويورك.
رغم الدعم الدعائي والسياسي، يواجه عملاق الوجبات السريعة تحديات حقيقية في سوقه الأم، وسط سؤال مطروح: هل تنجح ماكدونالدز في استعادة ثقة المستهلك الأمريكي؟
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
0 تعليق