أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، الإثنين، حالة الطوارئ في أنحاء متفرقة من البلاد، بعد انقطاع شامل للتيار الكهربائي اجتاح معظم مناطق شبه الجزيرة الإيبيرية. القرار جاء استجابة للوضع المتفاقم الذي تسبب في شلل شبه كامل للبنية التحتية الحيوية، خاصة مع تعطل خدمات السكك الحديدية والمطارات الحيوية.

الوزارة أوضحت أن حالة الطوارئ ستُفرض فقط في المناطق التي تستدعي الضرورة فيها ذلك، فيما سارعت مدن كبرى مثل مدريد والأندلس وإكستريمادورا إلى طلب تدخل الحكومة المركزية لتولي مسؤولية النظام العام وحفظ الأمن.

شلل في شبكة القطارات: النقل يواجه الانهيار

في تداعيات مباشرة للأزمة، أعلن وزير النقل الإسباني أوسكار بوينتي أن خدمات قطارات المسافات المتوسطة والطويلة ستظل معلقة حتى إشعار آخر، رغم استعادة التيار الكهربائي في بعض الأقاليم.

وقال بوينتي في منشور عبر منصة "إكس":

"لن يكون من الممكن اليوم استئناف خدمة القطارات للمسافات المتوسطة والطويلة... على المسافرين التخلي عن رحلاتهم مؤقتًا."

وكان انقطاع الكهرباء قد أدى ظهر الإثنين إلى توقف كامل لشبكة السكك الحديدية، وهو ما وصفته السلطات بأنه "الإغلاق الأوسع للنقل منذ سنوات".
 

المطارات في حالة اضطراب: البرتغال تتأهب

وعلى الجانب الآخر من الحدود، تأثرت البرتغال بشدة هي الأخرى. فقد أعلنت شركة "إيه.إن.إيه" المسؤولة عن إدارة المطارات البرتغالية، تعليق إقلاع الرحلات من مطار لشبونة حتى الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي، مع فرض قيود تشغيلية على مطاري بورتو وفارو.

رغم استمرار بعض العمليات الجوية بشكل محدود، فإن التأثيرات المباشرة لانقطاع الكهرباء بدت جلية، مما أثار مخاوف واسعة من امتداد الأزمة إلى قطاع الطيران الإقليمي والدولي.

عودة تدريجية للتيار في بعض المناطق: هل انتهت الأزمة؟

بحسب شركة توزيع الكهرباء الإسبانية "ريد إلكتريكا"، فقد تمت استعادة التيار تدريجيًا في أقاليم مثل كتالونيا وأراغون وإقليم الباسك وجاليسيا وأستورياس ونافار وقشتالة.

ومع ذلك، حذرت السلطات من أن عودة الكهرباء لا تعني بالضرورة عودة الحياة الطبيعية، خاصة في ظل تعطل أنظمة النقل وانقطاع الإنترنت في مناطق متعددة.

مراقبون حذروا من أن هذا الحادث قد يكشف عن نقاط ضعف خطيرة في البنية التحتية للطاقة، وقد يفرض مراجعة شاملة لخطط الطوارئ والاستجابة للكوارث.