في شهادة صريحة وواضحة أمام محكمة العدل الدولية، أكدت مندوبة مصر  دكتورة ياسمين موسي أن إسرائيل، كقوة احتلال، تتحمل المسؤولية القانونية الكاملة عن الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني، داعية إلى وقف الحرب على غزة، وإنهاء الاحتلال، والعودة الفورية إلى طاولة المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية. 

وفي كلمة قوية ومباشرة، كشفت مندوبة مصر عن أن ما تقوم به إسرائيل هو عقاب جماعي ممنهج، يهدف إلى إفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين، محذّرة من تداعيات التهجير القسري وتدمير البنية التحتية، وتقويض فرص تحقيق السلام.

مندوبة مصر: انسحاب كامل ووقف الحرب

شددت مندوبة مصر على ضرورة أن تفي إسرائيل بالتزاماتها القانونية كقوة احتلال، مؤكدة:  على إسرائيل الانسحاب من جميع الأراضي التي احتلتها عام 1967، ووقف عدوانها المستمر على قطاع غزة فورًا.

وأضافت مندوبة مصر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم، مشيرة إلى أن الإجراءات الإسرائيلية على الأرض تُجهض بشكل ممنهج حل الدولتين.

مندوبة مصر تدين إسرائيل استخدام الجوع كسلاح والعقاب الجماعي

أدانت المندوبة المصرية استخدام إسرائيل للجوع كوسيلة حرب، وقالت: لا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام التجويع كأداة ضغط على السكان المدنيين، مضيفًة أن ما يحدث الآن في قطاع غزة هو شكل من أشكال العقاب الجماعي المرفوض قانونًا وأخلاقًا.

وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل منع دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس الماضي، وأشارت إلى أن إسرائيل تعمدت إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وتمنع وصول أي إغاثة لسكان القطاع المحاصرين.

استهداف المؤسسات الدولية والأونروا

اتهمت مندوبة مصر إسرائيل بمحاولة تجريم عمل وكالة الأونروا بشكل ممنهج، تمهيدًا لوقف خدماتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقالت: إسرائيل تسعى لتقويض عمل المنظمات الدولية، وقد اعتدت على عدد من مقارها في قطاع غزة، رغم ما تمثله من شريان حياة للمدنيين.

كما شددت على أن تلك الانتهاكات تتنافى مع القانون الدولي، مطالبة إسرائيل بالكف فورًا عن عرقلة عمل المنظمات الإنسانية.

دور مصر وجهود الوساطة

أبرزت مندوبة مصر الدور الذي لعبته القاهرة في تهدئة الأوضاع، وقالت إن مصر بادرت بجهود وساطة مع الولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما سهلت إدخال المساعدات عبر معبر رفح منذ بداية العدوان.

وقالت:  مصر مستعدة للمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة، لكنها تدعو إلى وقف فوري للعدوان، وتطبيق قرارات مجلس الأمن دون تأخير.

مندوبة مصر: لا بد من تدخل دولي عاجل

اختتمت المندوبة المصرية كلمتها بدعوة صريحة إلى إجبار إسرائيل على احترام القانون الدولي، ووقف ممارساتها الهمجية بحق الفلسطينيين، مشددة على أن المجتمع الدولي لم يعد يملك رفاهية الصمت. 

وفالت: آن الأوان ليتحرك العالم الفلسطينيون لا يحتاجون إلى تعاطف فقط، بل إلى عدالة دولية حقيقية توقف نزيف الدم وتعيد إليهم حقوقهم المسلوبة.