أعلن الكرملين أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، سيزور موسكو هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الزيارة المرتقبة تأتي في توقيت حساس، وسط مؤشرات على تحوّل كبير في موقف واشنطن من الحرب في أوكرانيا، وتراجع رغبتها في مواصلة دعم كييف عسكريًا كما في السابق.

البيت الأبيض يلوّح بالدبلوماسية... ولكن!

وأعلنت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن ويتكوف سيتوجه إلى موسكو "ضمن الجهود المستمرة لاستكشاف حلول دبلوماسية للنزاع في أوكرانيا"، مشيرة إلى أن المبعوث الأميركي سيواصل ما وصفته بـ"نهج المصارحة المباشرة" في محادثاته مع الجانب الروسي.

لكن المثير للاهتمام أن ويتكوف، الذي التقى بوتين شخصيًا في أكثر من مناسبة، عبّر مرارًا عن "إعجابه بوضوح الرئيس الروسي وقدرته على التفاوض"، وهو ما أثار تساؤلات في أوساط السياسة الأميركية حول توجهات البيت الأبيض الجديدة في ظل رئاسة ترامب الثانية.
 

هل تتحرّك أميركا نحو صفقة كبرى؟

مصادر دبلوماسية غربية نقلت عن مسؤولين في واشنطن قولهم إن إدارة ترامب باتت تميل نحو إنهاء الصراع عبر صفقة سياسية شاملة، تشمل وقف إطلاق نار مؤقت، وترسيم حدود جديدة في شرق أوكرانيا، و"حياد" كييف مقابل ضمانات أمنية محدودة. إلا أن هذه الأفكار تواجه اعتراضًا من الأوروبيين، لا سيما في بولندا ودول البلطيق، التي ترى أن أي "ترضية لبوتين" ستُفهم على أنها مكافأة للعدوان.

غياب ويتكوف عن محادثات لندن يثير التساؤلات

ومن اللافت أن ويتكوف لن يشارك في اجتماع مرتقب غدًا في لندن، يضم مسؤولين من واشنطن، كييف، والاتحاد الأوروبي، لبحث خطة سلام جديدة. ولم تؤكد المتحدثة باسم البيت الأبيض ما إذا كان غياب ويتكوف مرتبطًا بسفره إلى موسكو، مما عزّز التكهنات بأن المسارين الأميركي والغرب أوروبي قد يفترقان قريبًا.

منذ عودته إلى البيت الأبيض، يتبنى ترامب خطابًا يدعو إلى وقف "الحروب التي لا تنتهي"، مؤكدًا أن مصلحة أميركا تكمن في الانكفاء عن دعم الصراعات الخارجية، والتركيز على الاقتصاد ومنافسة الصين. وتأتي زيارة ويتكوف إلى موسكو في هذا السياق، كجزء من استراتيجية أوسع تسعى لتقليل التوتر مع روسيا مقابل ضمانات جيوسياسية.