نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الفاتيكان في حداد.. تفاصيل اللحظات الأخيرة للبابا فرنسيس وما الذي ينتظر الكنيسة؟, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 10:59 مساءً
في ساعات صباح اليوم توقف قلب البابا فرنسيس عن النبض في غرفة متواضعة داخل دار الضيافة "سانتا مارثا"، بعيدًا عن القصر البابوي المهيب. ومع لحظة الإعلان عن وفاته رسميًا، ساد الحزن أرجاء الفاتيكان والعالم الكاثوليكي بأسره. لم يكن مجرد بابا، بل رمزًا للبساطة والرحمة، وقائدًا أحدث تغييرات جذرية في صورة الكنيسة.
البيان الصادر عن إدارة الصحة والنظافة في الفاتيكان، والموقع من البروفيسور أندريا أركانجيلي، كشف السبب المباشر للوفاة: جلطة دماغية أدت إلى غيبوبة وفشل حاد في الدورة الدموية القلبية. ووفقًا لشهادة الوفاة، فإن الوفاة تأكدت رسميًا عبر تخطيط كهربية القلب، في الساعة 7:35 صباحًا.
تفاصيل طبية تكشف هشاشة حالته في الشهور الأخيرة
لم تكن الوفاة مفاجئة تمامًا لمن تابع الوضع الصحي للبابا خلال الأشهر الماضية. فشهادة الوفاة أشارت إلى سلسلة أمراض مزمنة، عانى منها البابا فرنسيس بصمت: التهاب رئوي ثنائي، توسع في القصبات الهوائية، فشل تنفسي حاد، ارتفاع في ضغط الدم، ومرض السكري من النوع الثاني. كلها عوامل ساهمت في تعقيد حالته الصحية، لكن الجلطة الدماغية كانت القاضية.
ورغم كل ذلك، ظل البابا حاضرًا في المشهد الروحي والسياسي العالمي حتى لحظاته الأخيرة، مشاركًا في اللقاءات والمؤتمرات، وكان آخر ظهور علني له منذ أقل من أسبوع، عبر بث مباشر تلا خلاله صلاة التبشير من داخل سانتا مارثا.
بابا التواضع.. لماذا اختار ألا يعيش في القصر؟
منذ انتخابه في مارس 2013، رفض البابا فرنسيس الإقامة في القصر البابوي، وفضل السكن في دار سانتا مارثا، حيث عاش وسط الكهنة والأساقفة. هذا القرار لم يكن مجرد لفتة رمزية، بل تجسيدًا لرؤيته الأخلاقية والروحية: القيادة من بين الناس، لا من فوقهم.
كان البابا الراحل صوتًا قويًا للفقراء والمهمشين، وداعيةً إلى السلام في عالم يزداد انقسامًا. ومن سانتا مارثا، استقبل رؤساء دول، وعقد لقاءات بين الأديان، وتحدث عن قضايا اللاجئين والمهاجرين والبيئة وكأنه زعيم عالمي أكثر منه رأس الكنيسة الكاثوليكية فقط.
ما بعد فرنسيس.. من يخلفه؟
مع وفاته، يدخل الفاتيكان مرحلة دقيقة. وفقًا للتقاليد، سيتم عزل الكرادلة المؤهلين للتصويت داخل دار سانتا مارثا خلال الأيام المقبلة، في اجتماع مغلق يُعقد في كنيسة سيستين، لاختيار البابا الجديد.
التحديات أمام البابا القادم هائلة: من استكمال إصلاحات فرنسيس، إلى استعادة ثقة المؤمنين، وإعادة التوازن بين الأجنحة التقليدية والتقدمية في الكنيسة.
لكن المؤكد أن الرجل الذي رحل لن يُنسى بسهولة. فـ"فرنسيس" لم يكن مجرد اسم بابوي، بل عنوان لعصر من التغيير والإنسانية والانفتاح.
0 تعليق