
هاي كورة (بقلم كارلوس فورجانيس – as)
في مباراة محفوفة بالتوتر أمام أتلتيك بلباو، سرق فينيسيوس جونيور الأضواء بأدائه الحماسي والمميز، ليحظى بإشادة المدرب كارلو أنشيلوتي ويستعيد ثقة جماهير سانتياغو برنابيو، في المقابل، جلس كيليان مبابي في المقصورة وسط صافرات استهجان تُشير إلى بداية علاقة متوترة مع جمهور لطالما حلم به.
فينيسيوس، الذي يتمتع بخبرة خمس سنوات في أجواء البرنابيو، أظهر أنه أكثر فهمًا لطبيعة هذا الملعب ومتطلباته من مبابي، فعلى الرغم من تقلب علاقته بالجمهور بسبب عاطفيته، إلا أن حماسه واندفاعه لطالما وجدا القبول، أما مبابي، فقد تحوّل من نجم مرتقب إلى لاعب تُستقبل صوره بالصمت أو الصافرات، كما حدث عند ظهوره على الشاشة العملاقة خلال اللقاء.
ريال مدريد لا يرحم التخاذل، فالجماهير التي ما زالت تتعافى من خيبة الخروج أمام آرسنال، كانت متحفزة للحكم على اللاعبين، خاصة في لقاء يسبق نهائي كأس مهم ويُعد مفصليًا في سباق الليغا، وفي هذا السياق، لم يحظَ فينيسيوس بتصفيق مدوٍ عند إعلان التشكيلة، لكنه سرعان ما كسبهم بأدائه القتالي، خصوصًا في الضغط الدفاعي الذي نال تصفيق أنشيلوتي نفسه.
من الناحية الفنية، قدّم البرازيلي واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم ست فرص محققة، ثماني عرضيات، وخمس مراوغات ناجحة أكثر من جميع زملائه مجتمعين، إحصائياته عكست حالته الذهنية والبدنية المرتفعة، وخاصة بعد فترة من التراجع الواضح أمام فرق مثل آرسنال وفالنسيا ولايبزيغ.
على الجانب الآخر، يمر مبابي بما يشبه بداية بنزيمة الباردة في البرنابيو، ويمتلك المهارة ويسجل الأهداف، لكن ينقصه “الشرارة العاطفية” التي تُلهب المدرجات، إن فهم جمهور مدريد ليس مجرد مهارة كروية، بل “ثقافة”، يبدو أن فينيسيوس استوعبها مبكرًا، بينما لا يزال مبابي في طور التعلم. وإذا أراد أن ينجح، فعليه اجتياز اختبار البرنابيو… عاجلًا.
0 تعليق