في مشهد بات مألوفًا لكنه لا يخلو من المفاجآت، افتتحت الأسواق المصرية صباح اليوم على قفزة جديدة ومثيرة في أسعار الذهب، لتعيد التأكيد على أن المعدن الأصفر ما يزال يحتفظ بهيبته كأكثر الملاذات أمانًا في أوقات الاضطراب. 

الذهب يقفز من جديد في مصر

الزيادة لم تكن هامشية، بل بلغت نحو 100 جنيه دفعة واحدة في سعر الجرام، مدفوعة بموجة صعود حادة على المستوى العالمي، وتحديدًا بعد أن تجاوز سعر الأوقية حاجز 3387 دولارًا لأول مرة في تاريخه.

قفزة الذهب في مصر

السوق المحلية استقبلت يومها على وقع أرقام غير معتادة:

ماذا يحدث في الأسواق العالمية؟

بحسب تصريحات إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب، فإن ما يحدث من ارتفاعات في السوق المصري يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقفزة العالمية لأسعار الذهب، والتي يقف خلفها تصاعد حدة الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة، والتدهور المستمر في سعر الدولار الأميركي، الذي سجل أدنى مستوياته منذ أكثر من عامين.

لكن القصة لا تتوقف عند هذا الحد، إذ يشير واصف إلى أن الأسواق العالمية تترقب خلال هذا الأسبوع عددًا من المحطات المفصلية، منها صدور التحديث الجديد لتوقعات صندوق النقد الدولي بشأن النمو الاقتصادي العالمي، وكذلك بيانات مؤشر مديري المشتريات، والتي ستقدم صورة أكثر وضوحًا حول الأداء الاقتصادي تحت وطأة الظروف السياسية والمالية المعقدة.

ترامب والذهب.. علاقة تصعيد

وما يزيد الطين بلة، وفقًا لواصف، هو استمرار الضغوط السياسية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، لإجباره على خفض أسعار الفائدة. 

هذه المطالب، التي تتكرر في تصريحات ترامب، تزيد من بريق الذهب عالميًا، كونه البديل الأكثر أمانًا في مواجهة تقلبات الأسواق والأسهم والعملات.

الذهب لا يهدأ من الارتفاع

تبدو المعادلة واضحة: كلما زاد التوتر، ارتفع الذهب. وكلما ترنحت العملات، صعد المعدن الأصفر. لذلك، فإن استمرار هذه الأجواء الضبابية، سياسيًا واقتصاديًا، محليًا ودوليًا، يعني ببساطة أن الذهب قد لا يكون قد قال كلمته الأخيرة بعد، لا في مصر ولا في العالم.