متسلحةً بالشغف والعزيمة والرغبة في خدمة الآخر و«جبر الخواطر»، مبكراً دخلت الإماراتية، حنان فيصل، عوالم ريادة الأعمال والخدمة المجتمعية، راغبة في تحويل الأفكار إلى مشاريع تخدم الناس وتلبي احتياجاتهم، مشيرة إلى أنها منذ أن كانت طالبة أسست أول مشروع، وكان عبارة عن كشك صغير للمواد الغذائية، لتصل اليوم إلى أحلام أكبر، لأكثر من 15 شركة تحت مظلة «مجموعة حنان فيصل الاستثمارية»، وعلى رأسها ما أطلق عليه الناس «المخبز الحنون» الذي نجح، بالتعاون مع مؤسسات أخرى، في توزيع أكثر من مليون رغيف على من يستحقون.

وقالت حنان فيصل - حول تجربة سلسلة مخابزها التي تكرّس قيم العطاء في أجمل صورة، إذ تعهدت منذ انطلاقها بتوزيع الخبز مجاناً لمن لا يستطيع دفع ثمنه - إن «مشروع (خُبزة) له مكانة مميّزة في قلبي، لأنه يلامس مشاعري الإنسانية، إذ رسمته وتحقق بأفضل صورة من العطاء. فمنذ سنين وأنا أطمح بتأسيس مشروع بلمسات إنسانية تخدم المحتاجين، و(خبزة) كان أفضل تجسيد لهذا الطموح، ببساطته وعمقه في الوقت نفسه، وبقدرته على نشر قيم المحبة والرحمة بين الناس، فيما تحدوني اليوم سعادة وفخر كبيرين، بلقب (المخبز الحنون) الذي منحه الناس لمشروعي».

المؤسِّس الملهم

ولفتت حنان إلى أنها استلهمت هذا الفكر المجتمعي في نشر الخير من قيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقالت: «لقد كان المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، يوصينا دائماً بالعطاء والتراحم، وكل المقاطع التي كنت أتابعها عن المغفور له في صغري، كانت تؤثر فيّ لأبعد الحدود، فقررت عندما كبرت، أن أكون جزءاً من هذا العطاء، وأنخرط في هذا النهج الكريم، مسترشدة طبعاً بتجارب حكومتنا الرشيدة في العمل الخيري والاجتماعي الكثيرة، ومنها مبادرة (عام المجتمع) التي تلامس رؤية مشروعنا، والتي كرّسناها ولانزال منذ انطلاق هذا العام لنشر الرحمة، وتعزيز قيم التراحم والعطاء بين الناس».

وأكملت: «نسعى إلى أن نكون جزءاً من رؤية دولتنا التي تضع الإنسان والمجتمع على رأس أولوياتها.. وهذا ما جعل (خُبزة) يتجاوز المخبز ليكون بمثابة منصة للخير والتراحم وخدمة المجتمع بكل صدق ومحبة».

ورأت أن «شعبية ونجاح (خُبزة) كانا بفضل نية المشروع ونقاء وإخلاص هدفه، صحيح أن توزيع الخبز بلا مقابل لفت إليه الانتباه، ولكن رسالة المشروع هي أكثر ما أسهم في تثبيت محبته في القلوب».

مبادرات خيرية عدة أطلقتها حنان فيصل ضمن المشروع، إذ وجدت الدعم من عدد من الجهات الحكومية والخاصة، بهدف الإسهام في نشر قيم الخير والعطاء في المجتمع.

وأوضحت: «أطلقنا مبادرات مختلفة، من ضمنها توزيع الخبز المجاني يومياً من أول يوم افتتحنا فيه أول فرع للمشروع، كما أطلقنا حملة (المليون خُبزة) في رمضان الماضي، وحظينا في هذا الصدد بدعم جهات كثيرة تكفلت بالإسهام في المواد الغذائية لنصف مليون خبزة، وأسهم هذا الدعم في توسيع نطاق الخير وإيصاله إلى أكبر عدد من الناس».

تقدير المبادرات

وحصلت سلسلة مخابز حنان فيصل على علامة دبي للوقف من مؤسسة «أوقاف دبي»، وعلامة أبوظبي للمسؤولية المجتمعية من هيئة المساهمات المجتمعية (معاً)، تقديراً لمبادرتها بتوزيع الخبز مجاناً على الأسر المتعففة والعمال، إذ وزعت أكثر من مليون رغيف خبز حتى الآن.

وإلى جانب ريادة الأعمال، تعشق مؤسسة «المخبز الحنون» العمل التطوعي الذي تُخصص له مساحة كبيرة في حياتها واهتماماتها، إذ تمنحها الخدمة المجتمعية الطاقة والقوة وحب الحياة، مستذكرة آخر وأجمل تجاربها التطوعية مع جمعية الإمارات الخيرية وسفارة دولة الإمارات في أوغندا، التي تم خلالها تأسيس أكثر من 15 مشروعاً خيرياً، علاوة على مجمع للأيتام وفصول دراسية وعدد من الآبار والمساجد.

وأكملت: «أسسنا كذلك هذا العام فريقاً تطوعياً رسمياً أطلقنا عليه (جبر خاطر)، نهدف من خلاله إلى جبر خواطر الناس عبر حزمة من المبادرات والأفكار الإيجابية العفوية التي تبث السعادة في القلوب».

المحبة.. أكبر إنجاز

أشادت رائدة الأعمال، حنان فيصل، بالدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة للمشاريع الوطنية الشابة، مضيفة: «أفتخر بدعم قادتنا وشيوخنا لمشاريعنا الوطنية، وحضورهم وزيارتهم لها فخر وعز، كما أنني سعيدة بمحبة الناس والأثر الذي أراه في عيون الأسر المتعففة والعمال لمشروع (خبزة)، الذي بات رمزاً للخير في الدولة.. فهذا أكبر إنجاز لي».

نظرة أوسع

بخطى ثابتة، قررت صاحبة مشروع «خُبزة» رائدة الأعمال، حنان فيصل، تكريس تميّزها في هذا المجال، واتخاذ قرار ذكي وصفته بالقول: «قررت الحصول على الاعتماد الأميركي لمستشاري المشاريع الدولية الذي ساعدني في فهم آلية تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وعلى مدار سبع سنوات قدمت، ولله الحمد، أكثر من 800 استشارة لروّاد الأعمال وأصحاب الشركات وللمؤسسات»، معتبرة أن هذه الخبرة منحتها نظرة أوسع، وعلمتها كيفية التعامل مع ثقافات وأسواق مختلفة، أيقنت ضرورة الاستفادة منها في تخطيط مشاريعها وتنفيذها بطريقة احترافية.

حنان فيصل:

. الشيخ زايد كان يوصينا دائماً بالعطاء.. والمقاطع التي تابعتها له في صغري، أثرت فيّ لأبعد الحدود.

. «خُبزة» تجاوز اسمه ليكون بمثابة منصة للخير والتراحم وخدمة المجتمع بكل صدق ومحبة.