
كيف تواجه الأم تحديات تربية الأبناء في غياب الأب؟ 11 نصيحة لبيئة نفسية آمنة
يعد غياب الأب، سواءً بسبب الوفاة، السفر، أو الانفصال، أحد أكبر التحديات التي تواجهها كثير من الأمهات، فتصبح الأم هي حجر الأساس، التي تقوم على رعاية الأبناء، واحتواء مشاعرهم، وتقويم سلوكهم، ومتابعة نموهم العقلي والنفسي. ومع هذا الحمل الثقيل، تسعى الأم جاهدة لتوفير بيئة نفسية آمنة، تعوض غياب الأب وتمنح أبناءها الشعور بالأمان والاستقرار.
ولأن التربية السليمة تبدأ من الوعي، تواصل ” صدى الخليج” مع الدكتور مصطفى الزريقي، استشاري الصحة النفسية، لتوضيح كيفية تعامل الأم مع الأبناء عند غياب الأب. في السطور التالية نستعرض أبرز التوجيهات:
المصارحة بدون جرح
ينصح استشاري الصحة النفسية بأن تبدأ الأم أولًا بتوضيح السبب الحقيقي وراء غياب الأب، سواء كان وفاته، سفره، أو الانفصال، ولكن بما يتناسب مع سن الطفل وقدرته على الفهم، مع ضرورة تجنب الكذب أو التشويه، والحفاظ على صورة الأب أمام الأبناء، فمشاعر الأم أو تفاصيل الانفصال المؤلمة لا يجب مشاركتها مع الأطفال.
توجيه الأبناء إلى الأفكار الإيجابية
يشعر الطفل بغياب الأب، ويدرك الفرق بينه وبين زملائه. هنا تأتي مهمة الأم في توجيه الأبناء نحو التفكير بإيجابية، عبر الحديث عن النعم التي يمتلكونها، وتشجيعهم على الامتنان وتقدير الذات، مما يخفف من شعور النقص أو الإحباط.
الاهتمام بروتين يومي للأبناء
وجود جدول يومي منتظم يمنح الأطفال شعورًا بالأمان. سواء مواعيد النوم، الوجبات، الأنشطة، أو أوقات الدراسة، فالثبات في روتين يومي يرسخ إحساس الطفل بالاستقرار، ويقلل من التوتر الناتج عن غياب أحد الوالدين.
مساحات للتعلم من الأخطاء
ينبغي أن تتيح الأم لأبنائها فرصة التعلم من أخطائهم. فالعقاب القاسي أو التوبيخ المستمر قد يولد الخوف لا الإصلاح. بل على العكس، فإن تقبل الخطأ كجزء من النمو يساعد الطفل على تحمل المسؤولية وفهم السلوك الصحيح.
تجنب الاهتمام المفرط
من الأخطاء الشائعة أن تلجأ الأم لتعويض غياب الأب بالهدايا أو الاستجابة لكل مطالب الطفل، لكن هذا قد يؤدي إلى خلل في السلوك، ويفقد الطفل القدرة على التعامل مع الإحباط أو تقبل الحدود.
مشاركة الأنشطة اليومية
قضاء وقت مشترك في مهام بسيطة كتحضير الطعام، تنظيف الغرفة، أو اللعب، يعزز العلاقة بين الأم وأبنائها. هذه اللحظات اليومية تعمق الارتباط العاطفي وتمنح الطفل الإحساس بالحب والدعم.
الالتزام بنظام غذائي صحي
الاهتمام بالنظام الغذائي لا يقل أهمية عن الرعاية النفسية. تناول الوجبات الصحية بانتظام، والتقليل من الأطعمة الجاهزة والمحفوظة، يدعم صحة الجسم والعقل معًا.
الاحتفال بالإنجازات
الاحتفال بالإنجازات سواء كانت كبيرة أو صغيرة تمنح الطفل شعورًا بالفخر ويشجعه على الاستمرار، ويعزز لديه الشعور بالقيمة والانتماء.
توفير نموذج ذكوري إيجابي
وجود شخصية ذكورية بديلة كالأخ، الخال أو العم يساعد في تقديم صورة متوازنة للرجولة، ويمنح الطفل دعمًا نفسيًا واجتماعيًا هامًا، خصوصًا في مراحل التكوين الأولى.
التحلي بالأمل
لا بد من خلق أجواء مرحة، ومقاومة الأفكار السوداوية التي تحاصر الأم أحيانًا. إدخال لحظات من الفكاهة والضحك إلى المنزل يبدد الشعور بالفقد، ويمنح الأبناء مناعة نفسية قوية.
تجنب اللوم
أخيرًا، لا يجب أن تحمل الأم نفسها أكثر مما تحتمل. القيام بالدور التربوي في غياب الأب هو جهد كبير، والمهم هو الإخلاص في الأداء لا الكمال. وإن شعرت بالعجز، فلا بأس من طلب المساعدة من متخصص.
أسرة