خبير طاقة: سرقة الكهرباء تحدٍ كبير يهدد استدامة الشبكة.. والفقد التجاري يصل لـ30% | تقرير
أكد الدكتور أحمد الشناوي، خبير الطاقة الكهربائية، أن الشبكة الكهربائية المصرية تُعد من الشبكات القوية والمتزنة على مستوى المنطقة، إذ تضم تنوعًا كبيرًا في مصادر إنتاج الكهرباء بين الغاز، والطاقة الشمسية، والرياح، والطاقة الكهرومائية، ومؤخرًا الطاقة النووية.
الشبكة الكهربائية
وأوضح الشناوي خلال تصريحات لـ القاهرة 24، أن الشبكة تتكوّن من 3 أجزاء رئيسية، أولها محطات الإنتاج، التي تشمل الدورة المركبة مثل محطات سيمنز في البرلس وبني سويف والعاصمة الإدارية، إضافة إلى محطة بنبان للطاقة الشمسية، ومحطة رياح جبل الزيت، ومحطات الطاقة الكهرومائية مثل السد العالي، ومع قرب دخول محطة الضبعة النووية للخدمة، ستكون مصر قد حققت ما يُعرف بـ مزيج الطاقة الكامل.
وأكمل: أما الجزء الثاني، فيتمثل في نقل الكهرباء عبر خطوط الجهد العالي من المحطات البعيدة إلى محطات المحولات، باستخدام كابلات أرضية أو خطوط هوائية، لتقليل الفقد وتحسين الكفاءة، بينما الجزء الثالث يشمل توزيع الكهرباء على المشتركين من خلال شركات التوزيع في المحافظات.
وأشار الشناوي إلى أن قدرة الشبكة تصل إلى نحو 65 ألف ميجاوات، بينما يبلغ أقصى حمل استهلاكي في الصيف نحو 35 ألف ميجاوات، مما يؤكد أن مصر تمتلك فائضًا كهربائيًا كبيرًا، بشرط توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الدورة المركبة.
الدكتور أحمد الشناوي- خبير الطاقة الكهربائية
الفقد الكهربائي
وبيّن خبير الطاقة أن الفقد في الشبكة يمثل أحد التحديات الأساسية، إذ ينقسم إلى نوعين:
الفقد الفني، الناتج عن تقادم المعدات وضعف الصيانة وتدنّي معامل القدرة، مؤكدا أن الجهود الحديثة، مثل استخدام المكثفات وأجهزة المعوضات وتركيب أنظمة مراقبة ذكية، ساهمت في تقليص هذا النوع من الفقد إلى نحو 4% فقط، وهي نسبة ممتازة مقارنة بالمعدلات العالمية.
الفقد التجاري، ويتمثل في سرقة التيار الكهربائي، سواء من خلال توصيلات غير قانونية من أعمدة الإنارة، أو الاستخدام المنزلي للأجهزة الثقيلة دون المرور على العدادات، أو عدم سداد الفواتير، مشيرا إلى أن بعض شركات التوزيع تسجّل فقدًا تجاريًا يصل إلى 30%، وهو رقم خطير جدًا يتجاوز المعدلات العالمية.
عدادات ذكية وغرامات وغلق منافذ السرقة
وشدد الشناوي على أن الدولة تعمل بجدية لمكافحة الفقد التجاري من خلال تركيب العدادات مسبوقة الدفع، وتشديد الرقابة الميدانية من شرطة الكهرباء، وتوقيع غرامات على المخالفين، إلى جانب استخدام أجهزة حديثة لاكتشاف التلاعب بالعدادات، وتركيب ما يُعرف بـ عداد غفير في الأبراج والمصانع لرصد الفروقات بدقة.
أزمة الوقود وتأثيرها على الكهرباء في 2024
ونوه خبير الطاقة الكهربائية إلى أزمة نقص الوقود خلال منتصف عام 2024، والتي دفعت وزارة الكهرباء إلى تطبيق خطة تخفيف الأحمال بشكل مؤقت، وذلك بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي والمازوت، مضيفا أن الأمور عادت للاستقرار بعد تنسيق كامل بين وزارتي الكهرباء والبترول.
وزارة الكهرباء تتيح منصة للمواطنين لإنشاء محطات شمسية خاصة بسهولة
واختتم الشناوي تصريحه بالتأكيد، أن وزارة الكهرباء تفتح الباب للمواطنين لتركيب محطات طاقة شمسية خاصة، عبر منصة إلكترونية تحتوي على أسماء الشركات المعتمدة والمستندات المطلوبة، في خطوة نحو تقليل الضغط على الشبكة وتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة.