استمرار تراجع الدولار عالميًا في ختام تعاملات اليوم بعد خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة
شهد الدولار تراجعًا ملحوظًا اليوم الاثنين مقابل سلة من العملات الرئيسية، مسجلًا أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع أمام عملات الملاذ الآمن التقليدية مثل الين الياباني والفرنك السويسري واليورو. ويعزى هذا الانخفاض إلى تقييم المتعاملين لتداعيات قرار وكالة موديز المفاجئ بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، بالإضافة إلى الضغوط الناجمة عن تصاعد التوترات التجارية.
وفي تصريحات تلفزيونية اليوم الأحد، أشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت إلى أن الرئيس دونالد ترامب سيفرض الرسوم الجمركية التي هدد بها الشهر الماضي على الشركاء التجاريين الذين لا يبدون “حسن نية” في المفاوضات.
خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة
إلا أن قرار وكالة موديز يوم الجمعة بخفض التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة درجة واحدة من أعلى تصنيف (“AAA”) كان بمثابة الشرارة التي أطلقت موجة بيع للدولار. وقد عزت موديز قرارها إلى المخاوف بشأن ارتفاع الدين الأمريكي الذي يبلغ 36 تريليون دولار.
وأدت هذه الأنباء إلى تراجع الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى، وذلك بعد سلسلة مكاسب استمرت لأربعة أسابيع متتالية، مدعومة بتزايد التفاؤل بشأن إبرام الولايات المتحدة لاتفاقيات تجارية وتحسن العلاقات مع الصين، مما خفف من المخاوف بشأن حدوث ركود عالمي.
وانخفض الدولار اليوم إلى 144.665 ين، وهو أدنى مستوى له منذ الثامن من مايو، وفي أحدث التعاملات تراجع بنسبة 0.4% إلى 145.07 ين. كما انخفض إلى أدنى مستوى له في أكثر من أسبوع عند 0.8317 فرنك سويسري.
تراجع سعر الدولار عالميا
في المقابل، ارتفع اليورو بنسبة 0.7% إلى 1.1248 دولار، بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى له منذ التاسع من مايو. كما ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، حيث تقدم بنسبة 0.6% إلى 1.3363 دولار.
وفي وقت سابق من الجلسة، سجل الإسترليني أعلى مستوى له منذ 30 أبريل بعد أن توصلت بريطانيا اليوم الاثنين إلى اتفاق جديد هو الأكبر بشأن العلاقات الدفاعية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي منذ خروجها من التكتل.
وقد دعت الصين اليوم الولايات المتحدة إلى اتخاذ تدابير سياسية مسؤولة للحفاظ على استقرار النظام المالي والاقتصادي العالمي وحماية مصالح المستثمرين، وذلك بعد التحذير الصارم الذي وجهه بيسنت أمس للدول التي لا تتفاوض بحسن نية مع الولايات المتحدة بشأن التجارة.
إلا أن تقريرًا نشرته صحيفة فاينانشال تايمز خفف من حدة التوتر بعض الشيء، حيث أفاد بأن الولايات المتحدة بدأت محادثات تجارية جادة مع الاتحاد الأوروبي، لينهي بذلك جمودًا طال أمده، مما بث بعض الأمل في التوصل إلى اتفاقيات أخرى بعد أن وقعت واشنطن اتفاقًا إطاريًا مع بريطانيا في وقت سابق من الشهر الجاري.
اتفاقيات محتملة مع الهند واليابان وكوريا
وكان ترامب قد تحدث في السابق عن اتفاقيات محتملة مع الهند واليابان وكوريا الجنوبية أيضًا، غير أن المحادثات مع طوكيو تبدو متعثرة بسبب الرسوم الجمركية على السيارات.
وقالت مهجابين زمان، رئيسة قسم أبحاث العملات الأجنبية في إيه.إن.زد: “ربما يكون التركيز على مخاطر النمو الأمريكي وسياسات الإدارة الأمريكية قد أثار الشكوك في وضع الولايات المتحدة كملاذ آمن.”
وقد ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.66% إلى 0.6444 دولار بعد خسائر استمرت لثلاثة أيام، كما زاد الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.5% إلى 0.5911 دولار.