<br />في خطوة تاريخية تعكس تطور الكرة السعودية ورغبتها في توسيع آفاقها القارية، يخوض الأخضر السعودي غمار مشاركته الأولى في بطولة الكونكاكاف – الكأس الذهبية 2025، التي تحتضنها الولايات المتحدة بمشاركة منتخبات من أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي.<br /><br />وتأتي هذه المشاركة الاستثنائية في ظل رغبة "الأخضر" في اختبار نفسه أمام مدارس كروية مختلفة عن النمط الآسيوي المعتاد، والتأكيد على جاهزيته للاستحقاقات الكبرى، وفي مقدمتها الملحق الحاسم المؤهل إلى كأس العالم 2026 المقرر في أكتوبر المقبل.<br /><br /><strong>مشاركة تاريخية تحت المجهر</strong><br /><br />لا تحمل هذه المشاركة طابع التجربة فقط، بل تمثل فرصة ذهبية للمنتخب السعودي للعودة بثقة أكبر بعد خيبة عدم التأهل المباشر لمونديال 2026، وهو ما دفع المدرب الفرنسي هيرفي رينار إلى تشكيل قائمة مدروسة بعناية، تدمج عناصر الخبرة بالشباب، وتحمل بين طياتها رغبة واضحة في تحقيق نتائج إيجابية تليق بمكانة الكرة السعودية المتنامية عالميًا.<br /><br />ولأن البطولة تقام في توقيت يتعارض مع مشاركة نادي الهلال في كأس العالم للأندية 2025، فقد تم استبعاد لاعبيه بالكامل من القائمة، ما فتح الباب أمام وجوه جديدة لتمثيل المنتخب، وهو ما اعتبره كثيرون فرصة لاكتشاف نجوم المستقبل وتجريب أوراق فنية متعددة قبل موقعة أكتوبر المرتقبة.<br /><br /><strong>مجموعة نارية واختبار شاق</strong><br /><br />وقع المنتخب السعودي في المجموعة الرابعة، إلى جانب ثلاثة منتخبات قوية، هي:<br /><br />الولايات المتحدة الأمريكية: المضيف وأحد أقوى المنتخبات في القارة، بتشكيلة مدججة بالنجوم المحترفين في أوروبا.<br /><br />هايتي: منتخب موهوب وسريع، يتميز بالأداء البدني العالي والانضباط.<br /><br />ترينداد وتوباجو: خصم عنيد، سبق له إرباك كبار القارة، ويملك لاعبين يتمتعون بمرونة تكتيكية وسرعة في التحول الهجومي.<br /><br />وتشكل هذه المجموعة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأخضر على التعامل مع أساليب لعب مغايرة تمامًا للكرة الآسيوية، ما يمثل إعدادًا مثاليًا للملحق العالمي.<br /><br /><strong>أسلحة الأخضر في البطولة.. الشباب والتكتيك</strong><br /><br />رغم غياب بعض الأسماء الكبيرة، إلا أن التشكيلة تضم مجموعة من اللاعبين الذين يملكون القدرة على ترك بصمة في البطولة. ومن أبرز أسلحة الأخضر:<br /><br />الحارس نواف العقيدي: حارس شاب برز بشكل لافت في دوري روشن، ويتمتع برد فعل سريع وقراءة جيدة للكرة.<br /><br />الخط الدفاعي بقيادة العمري ومادو: انسجام واضح وصلابة بدنية، مع قدرة على بناء اللعب من الخلف.<br /><br />علي الحسن وفيصل الغامدي في الوسط: ثنائي يوازن بين الدفاع والهجوم، يتمتع بقدرة على افتكاك الكرة وصناعة الفرص.<br /><br />فراس البريكان ومروان الصحفي في الهجوم: الأول هداف بالفطرة والثاني موهبة صاعدة تمثل مفاجأة التشكيلة.<br /><br /><strong>قراءة فنية للتشكيلة الأقرب</strong><br /><br />المدرب رينار من المتوقع أن يعتمد على خطة 4-3-3 تتحول دفاعيًا إلى 4-5-1، مع الاعتماد على السرعة في التحولات واستغلال الأطراف. التشكيلة الأقرب للمشاركة الأساسية تتكون من:<br /><br />حراسة المرمى: نواف العقيدي<br /><br />الدفاع: حسن كادش، عبد الله مادو، عبد الإله العمري، سعود عبد الحميد<br /><br />الوسط: علي الحسن، فيصل الغامدي، زياد الجهني<br /><br />الهجوم: عبد الرحمن العبود، فراس البريكان، مروان الصحفي<br /><br />وتبرز في هذه التشكيلة روح الشباب والحيوية والقدرة على اللعب المباشر، وهو ما يتماشى مع طبيعة المنافسين في هذه البطولة.<br /><br /><strong>قائمة شابة بطموح كبير</strong><br /><br />تضم قائمة المنتخب السعودي 25 لاعبًا هم: نواف العقيدي، أحمد الكسار، عبد الرحمن الصانبي، حسن كادش، عبد الله مادو، عبد الإله العمري، محمد بكر، مهند الشنقيطي، سعود عبد الحميد، نواف بوشل، علي مجرشي، علي الحسن، مختار علي، فيصل الغامدي، علي الأسمري، زياد الجهني، عبد الرحمن العبود، همام الهمامي، أيمن يحيى، عبد الله آل سالم، مهند آل سعد، تركي العمار، مروان الصحفي، صالح الشهري، فراس البريكان.<br /><br /><strong>استعادة ثقة الجماهير قبل موقعة أكتوبر</strong><br /><br />بعيدًا عن الطموح في بلوغ الأدوار المتقدمة، يرى كثيرون أن الهدف الأساسي من هذه المشاركة يتمثل في استعادة ثقة الجماهير السعودية بعد تعثر التصفيات، وإظهار قدرة المنتخب على التطور والتحدي في أي محفل دولي.<br /><br />وإذا ما نجح الأخضر في الظهور بمستوى قوي أمام منتخبات من قارة مختلفة، فإن ذلك سيمثل دفعة معنوية هائلة قبل المواجهات الفاصلة في ملحق المونديال، ويعيد الأمل مجددًا في رؤية المنتخب السعودي في كأس العالم 2026.<br /><br /><strong>الكأس الذهبية .. اختبار جيد للأخضر</strong><br /><br />الكأس الذهبية 2025 ليست مجرد بطولة ودية بالنسبة للمنتخب السعودي، بل محطة مفصلية في طريق العودة إلى الساحة العالمية.<br /><br />الأخضر يدخلها بطموحات عالية، بتشكيلة شابة، وبروح قتالية. فهل ينجح في كتابة فصل جديد من الإنجازات الكروية السعودية على أرض جديدة وقارة جديدة؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.
