
بصير.. عينٌ ذكية تسهر على إدارة الحشود خلال الحج
أثمرت منصة “بصير” بخوارزمياتها الذكية عن منظومة لا تغفل، وعين يقظة ترقب المشهد لحظة بلحظة، لتغدو أكثر من مجرد تقنية رقمية؛ بل نبضًا إنسانيًا حيًا في قلب الحرمين الشريفين، تسهر على أمن ضيوف الرحمن، وتيسّر لهم أداء مناسكهم بخشوع وطمأنينة، مستندةً إلى رؤية وطنية تستشرف المستقبل وتُعلي من قيمة الإنسان.
منصة “بصير” التي طورتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” بالتعاون مع وزارة الداخلية، جاءت امتدادًا لرؤية المملكة في تسخير التقنية الحديثة لخدمة الإنسان, وأسهمت بشكل فاعل ومباشر في تمكين الجهات المعنية من التعامل اللحظي مع المفقودين، كبارًا وصغارًا، وإرشاد ذويهم إليهم، تقليصًا لوقت الفقد، وإعادةً للطمأنينة لقلوب الحجاج والمصلين.
إسهامات عديدة
وتتجلّى إسهامات “بصير” إلى ما هو أبعد من الإرشاد، وأسهمت المنصة في تنظيم حركة الحشود داخل الحرمين الشريفين، والحد من الازدحام خلال أوقات الذروة، بما يضمن انسيابية التنقّل في الممرات والساحات، ما مكّن المصلين من أداء صلواتهم في أجواء يسودها الخشوع والطمأنينة، دون تزاحم أو تدافع مع الالتزام بأعلى معايير السلامة والإنسانية.
ومكّنت المنصة الجهات المعنية عبر تقنيات الرؤية الحاسوبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي من أداء عملها بكفاءة وإتقان، ما أتاح استباق الحوادث المحتملة، وتوجيه الموارد في اللحظة المناسبة، وساعد على اتخاذ قرارات دقيقة تُسهم في الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن.
ويعكس هذا الإنجاز أنموذجًا فريدًا من التكامل بين التقنية والجانب الإنساني، وتحوّلت “بصير” من مجرد منصة رقمية إلى أداة فاعلة في تيسير الرحلة الإيمانية، وتوفير بيئة آمنة تُلائم قدسية المكان وروحانية الزمان.
وتجسّد منصة “بصير” التزام المملكة بتوفير رحلة حج آمنة وميسّرة، وتُعد شاهدًا على ما تحققه تقنيات الذكاء الاصطناعي حين توظف في خدمة الإنسان، في موسم يتجدد فيه العطاء، وتتوحد فيه الجهود لخدمة ضيوف الرحمن، بما يعكس تطلعات القيادة الرشيدة -أيدها الله- في أن يكون الحج رحلةً إيمانيةً آمنة، مدعومةً بالحلول الرقمية المتقدمة.