
إزاي نخلي الأطفال يعبروا عن مشاعرهم في العيد؟.. أفهم ولادك
في أيام العيد، تمتلئ الأجواء بالفرحة والضحك، وتتنوع الأنشطة ما بين اللعب والزيارات العائلية والمفاجآت السعيدة، ولكن وسط هذه الأجواء المبهجة، قد يُغفل البعض عن أمر بالغ الأهمية، وهو كيف يشعر الطفل داخليًا؟ فالعيد لا يعني فقط الملابس الجديدة والحلوى والهدايا، بل هو أيضًا فرصة ذهبية لنتعرف على مشاعر أطفالنا ونقترب منهم، ونساعدهم على فهم ما يمرون به من إنفعالات، سواء كانت فرحًا أو توترًا أو حتى حزنًا بسيطًا ناتجًا عن موقف ما، تعليم الأطفال التعبير عن مشاعرهم لا يقل أهمية عن تعليمهم آداب العيد، بل هو جزء أساسي من تربيتهم العاطفية التي تؤثر في سلوكهم، وتكوينهم النفسي، وهذا ما أكدته الدكتورة سلمى أبو اليزيد أستشاري الصحة النفسية في حديثها لـ” صدى الخليج” كما يلي.
الزيارات العائلية
العلاقة بين السلوك والمشاعر
وأضافت أنه من الطبيعي أن يمر الأطفال في سنواتهم الأولى بمواقف لا يفهمونها جيدًا، ويجدون صعوبة في التعبير عنها بالكلام، هذا العجز في التعبير قد يظهر على هيئة سلوكيات مزعجة، مثل البكاء أو الغضب أو حتى رمي الأشياء، الطفل في سن الثانية مثلًا، يكون متعلقًا بألعابه أو بأشخاص يحبهم، ويُصاب بالإحباط بسهولة إذا لم يحصل على ما يريد، أما الطفل في سن الثالثة، فيبدأ في استخدام بعض الكلمات ليعبّر عن نفسه، لكنه لا يزال يتصرف أحيانًا بطريقة غير متوقعة، وحتى سن الخامسة، يظل بعض الأطفال غير قادرين على التحكم بمشاعرهم، خاصةً من لديهم احتياجات خاصة في التواصل أو من يعانون من القلق أو اضطرابات في الطيف التوحدي، هؤلاء الأطفال يحتاجون دعمًا إضافيًا لفهم مشاعرهم، والتعبير عنها بطريقة مقبولة.
لمة العيلة
سبب صعوبة في التعبير
وقالت الأستشاري النفسي أن تحديد المشاعر عملية معقدة بالنسبة للأطفال، فهي لا تعتمد فقط على الإحساس الداخلي، بل تحتاج إلى ربط هذا الإحساس بكلمات أو مواقف، فالطفل لا يستطيع دائمًا أن يفرّق بين مشاعر الحزن أو الغضب أو القلق، ولا يعرف كيف يعبّر عنها بالكلام، أحيانًا يرى طفلًا آخر يبكي، لكنه لا يفهم أن هذا البكاء يعني الحزن، أو لا يستطيع أن يقول: “أنا حزين لأنني لم أشارك في اللعب”، بالإضافة إلى ذلك، قد يفتقر الطفل للمفردات المناسبة التي تساعده على وصف ما يشعر به، وهنا تأتي أهمية التدريب والتوجيه المستمر من الكبار.
زيارة عائلية
إزاي نساعد الطفل يعبر عن مشاعره؟
تقول استشاري الصحة النفسية أن الأهل والمربّون لهم دور كبير في تعليم الأطفال كيف يعبرون عن مشاعرهم، يجب أن نكون قدوة لهم، عندما نُظهر مشاعرنا بوضوح، ونشرح للطفل سبب شعورنا، فإننا نعلمه بشكل غير مباشر كيف يفعل الشيء نفسه، يمكننا الحديث معه عن مشاعرنا ببساطة، كأن نقول: “أنا دلوقتى متضايق لأني نسيت حاجة مهمة”، ونعلمه كيف يهدأ ويدير الموقف، كذلك، يمكن استخدام القصص، والرسومات، والمواقف التمثيلية لمساعدته على فهم العواطف والتفاعل معها. عندما يرى الطفل صورًا لأشخاص يضحكون أو يحزنون، ويُطلب منه تخمين ما يشعرون به، فإنه يبدأ في الربط بين التعبير الوجهي والشعور الداخلي، كما أن التعبير عن المشاعر لا يكون بالكلام فقط، فالرسم أو اللعب أو حتى الرقص أحيانًا يكون وسيلة فعّالة جدًا، خصوصًا للأطفال الذين يصعب عليهم التعبير اللفظي.