مختصون: المملكة تشهد تطورًا في علاج التصلب اللويحي و30-40 إصابة لكل 100 ألف


كشف مختصون في طب <a href="https://www.alyaum.com/articles/6592724/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85/18-%D8%A3%D9%84%D9%81-%D9%85%D8%B1%D9%8A%D8%B6-%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%D8%A7-70-%D8%B4%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%B9-%D9%88%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC-950-%D8%AC%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%B9%D8%B5%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A8%D8%B1" target="_blank">الأعصاب</a> أن مرض التصلب اللويحي المتعدد (Multiple Sclerosis – MS) يُعد من أبرز الأمراض العصبية المزمنة التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، محدثًا تأثيرًا متباينًا على وظائف الجسم، ويتطلب رعاية طبية متخصصة ودعمًا نفسيًا واجتماعيًا متكاملًا، خاصة في أوساط فئة الشباب التي تُعد الأكثر عرضة للإصابة به.<br /><br />وأوضحوا في حديثهم لـ “اليوم”، بمناسبة اليوم العالمي للتصلب اللويحي المتعدد، الذي يُصادف الثلاثين من مايو من كل عام، أن الأمل كبير في تطور الأبحاث والعلاجات، وأن التعايش مع المرض لم يعد مستحيلًا، بل ممكنًا جدًا بفضل التقدم الطبي والرعاية المتكاملة والدعم الأسري والمجتمعي.<br /> <h2>أعراض متباينة</h2>وأكدت الدكتورة نور المحيش، طبيبة مخ وأعصاب في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، أن <a href="https://www.alyaum.com/articles/6585145/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9/%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%BA%D8%B0%D9%8A%D8%A9/25-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A7-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D9%8A%D8%AD%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D8%B1%D8%B6%D8%A7-%D9%85%D9%85%D9%8A%D8%AA%D8%A7" target="_blank">التصلب اللويحي</a> – أو ما يعرف بالتصلب المتعدد – هو مرض مناعي ينتج عنه تآكل في مادة المايلين المحيطة بالأعصاب، مما يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية تتفاوت في شدتها، ويتميز بكونه يأتي على شكل نوبات أو هجمات.<br /><br />وأشارت إلى أن من أبرز أعراض الهجمة: ضعف أو تنميل في اليدين أو الرجلين، ثقل في اللسان، عدم توازن، تغير في النظر أو فقدان جزئي أو كلي للرؤية، ومشاكل في المثانة، موضحة أن تشخيص الهجمة الصحيحة يتطلب استمرار الأعراض لأكثر من 24 ساعة، وعدم وجود مسبب خارجي كعدوى بكتيرية أو فيروسية.<br /><br />وأضافت أن هناك ما يسمى بـ”الهجمة الكاذبة”، وهي التي تحدث بنفس الأعراض ولكن نتيجة أمراض مؤقتة مثل التهاب البول أو الإنفلونزا، وفي هذه الحالة لا يُعالج التصلب بل يُعالج المسبب الأساسي، ما يؤدي إلى تحسّن في الأعراض تلقائيًا.<br /><img alt="د. نور محمد المحيش" height="233" src="**NP_IMAGE_BODY[2592324]**" style="float:left" width="175" /><br />أما في حال تأكد أنها هجمة حقيقية غير ناتجة عن عدوى، فيُنصح بسرعة التوجه إلى الطوارئ لتقييم الحالة، حيث يتم علاجها عادة بأخذ الكورتيزون الوريدي لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام، مما يساعد في تخفيف حدة الهجمة وتحسين الأعراض.<h2>تطور علاجي</h2>من جهتها، أوضحت الدكتورة زكية محمد يسوي، استشارية أمراض المخ والأعصاب وأستاذ مساعد بقسم المخ والأعصاب في كلية الطب بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، أن <a href="https://www.alyaum.com/articles/6532845/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85/%D9%81%D9%8A-%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D8%A5%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%84%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%AF-%D9%88%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86-%D8%A8%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A3%D9%88-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC" target="_blank">مرض التصلب اللويحي</a> هو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي ويُعد من أكثر الأمراض العصبية شيوعًا بين فئة الشباب، وتختلف أعراضه من شخص لآخر، لكنها غالبًا تبدأ بتشوش في الرؤية، تنميل أو ضعف في الأطراف، فقدان التوازن، بالإضافة إلى التعب الذهني والبدني.<br /><br />وأكدت أن ظهور أعراض عصبية غير مفسرة تدوم لأكثر من 24 ساعة يتطلب زيارة طبيب أعصاب مختص دون تأخير، حيث أن التشخيص المبكر يمثّل عاملًا فارقًا في السيطرة على المرض.<br /><br />ونوّهت إلى أن الطب شهد تطورًا مذهلًا في السنوات الأخيرة، إذ أسهمت تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي، وتحاليل السائل الشوكي، في تقديم تشخيصات دقيقة، ما ساعد الأطباء على تحديد نوع المرض ومدى تقدمه.<br /><img alt="د. زكية يسوي" height="185" src="**NP_IMAGE_BODY[2592322]**" style="float:left" width="175" /><br />وأضافت أن هناك أكثر من 20 علاجًا متاحًا حاليًا يمكن أن يُبطئ تقدم المرض ويقلل من تكرار الانتكاسات، ومن أبرز هذه العلاجات الأدوية الموجهة لخلايا “B” مثل أوكريليزوماب وأوفاتوموماب، مشيرة إلى أن الأبحاث الجارية الآن تركز على تطوير علاجات مستقبلية تهدف إلى ترميم الأعصاب المتضررة، وهو ما يُعد تحولًا كبيرًا في التعامل مع المرض.<br /><br />وشددت على أن رفع الوعي المجتمعي يبدأ بالتثقيف وتمكين المرضى من سرد تجاربهم، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي، مؤكدة أن التعايش مع المرض ممكن إذا توفرت الرعاية المتكاملة والدعم الأسري والمجتمعي المناسب.<h2>معدل الإصابة في المملكة</h2>وفي السياق ذاته، أكدت الدكتورة موضي سعد الخالدي، استشارية وأستاذ مساعد في قسم طب المخ والأعصاب بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، أن مرض التصلب اللويحي المتعدد هو مرض مناعي ذاتي يهاجم الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك الدماغ والنخاع الشوكي، ويؤثر على الملايين حول العالم، حيث تشير التقديرات إلى إصابة حوالي 2.8 مليون شخص عالميًا، مع ارتفاع في معدلات الإصابة بين النساء بنسبة 2 إلى 1.<br /><br />وبيّنت أن معدل الإصابة في المملكة يتراوح بين 30 إلى 40 حالة لكل 100,000 نسمة، وأن زيادة الوعي وتحسن جودة الرعاية الصحية أدت إلى ارتفاع نسب التشخيص المبكر.<br /><br />وأضافت أن متوسط العمر المتوقع للمصابين بالتصلب اللويحي قد يكون أقل بنحو 5 إلى 10 سنوات من المعدل العام.<br /><br />وأشارت إلى أن الأعراض تختلف بحسب نوع المرض، سواء كان من النوع الناكس الخامل – وهو الأكثر شيوعًا – أو النوع التقدمي. ويعتمد التشخيص على استخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن لويحات المايلين التالفة، إلى جانب تحليل السائل النخاعي، واختبارات الاستجابات المستثارة لاستبعاد الأمراض المشابهة.<br /><img alt="د. موضي الخالدي" height="239" src="**NP_IMAGE_BODY[2592323]**" style="float:left" width="175" /><br />وفيما يتعلق بأحدث العلاجات، أوضحت أن الأدوية المعدلة لمسار المرض (DMTs) أصبحت قادرة على تقليل معدل الانتكاسات بنسبة تصل إلى 60-70% في حالات المرض الناكس، بينما تستمر الأبحاث في تطوير أدوية مثل “Lucid-MS” التي تهدف إلى إعادة ترميم مادة المايلين وليس فقط تقليل الالتهاب.<h2>مستقبل العلاج</h2>وأضافت أن مستقبل علاج التصلب اللويحي واعد جدًا، حيث يجري تطوير تقنيات العلاجات الجينية وتحرير الجينات مثل (CRISPR)، إلى جانب استراتيجيات للحماية العصبية، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا متزايدًا في تحسين تشخيص المرض ومتابعة تطوره.<br /><br />كما توجد حاليًا نماذج لغوية وطبية قادرة على تحليل بيانات المرضى والتنبؤ بتطور حالاتهم واختيار أفضل العلاجات المناسبة لهم، بالإضافة إلى استخدام حساسات حيوية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة المرضى عن بُعد.<br /><br />واختتمت بالتأكيد على أن السعودية قطعت شوطًا كبيرًا في مجال التوعية والدعم لمرضى التصلب اللويحي، من خلال جهود وزارة الصحة والجمعيات المختصة مثل جمعية “معافاة” و”أرفى”، وذلك بتنظيم الحملات التوعوية والبرامج التأهيلية والنفسية، والمؤتمرات وورش العمل التخصصية، بما يعزز من الشراكة المجتمعية ويُسهم في تمكين المرضى من العيش بحياة مستقرة مليئة بالعطاء.